المدونة القانونية

جميع المدن, الإمارات العربية المتحدة

لماذا تُعد الإمارات العربية المتحدة الموطن الأمثل لشركتك الناشئة

إعداد
لماذا تُعد الإمارات العربية المتحدة الموطن الأمثل لشركتك الناشئة

مع استمرار تزايُد الشركات الناشئة في الشرق الأوسط، جعل التزام دولة الإمارات العربية المتحدة بأن تصبح دولة رائدة عالميًا في مجالات التطور التكنولوجي، مع تحولها إلى اقتصاد قائم على المعرفة، جعلها ذلك موطنًا لمجموعة من أهم الشركات في المنطقة. ووفقًا للمنتدى الاقتصادي العالمي، توجد 29 شركة ناشئة من أصل 100 شركة عربية ناشئة تُشكِّل الثورة الصناعية الرابعة هنا في الإمارات العربية المتحدة.

يتناول مقال الرأي هذا القدرات الهائلة لدولة الإمارات العربية المتحدة التي تؤهلها لتصبح مركز شركات ناشئة جاذبًا لروَّاد الأعمال الموهوبين من جميع أنحاء العالم. تابع القراءة لتعرف لماذا يُعد إطلاق أعمالك في الإمارات الخيار الأفضل لشركتك!

 

1. خيارات إنشاء أسهل:

يوجد في دولة الإمارات العربية المتحدة عدد من المناطق الحرة التي تقدم حوافز للشركات الناشئة. تتضمن بعض مزايا إنشاء شركة ناشئة في منطقة حرة انخفاض تكاليف التشغيل، وسرعة إنشاء الشركة وإتمام الإجراءات، والاحتفاظ بنسبة 100٪ من حقوق ملكيتك (على عكس اشتراط وجود شريك محلي بنسبة 51٪ عند إنشاء شركة داخلية). إضافة إلى ذلك، تُعفَى معظم الشركات الناشئة من ضريبة دخل الشركات، حيث تقدم معظمها إعفاءات ضريبية مؤقتة متنوعة للموظفين لمدة تتراوح بين 15 و50 عامًا.

تتمتع دبي بنصيب كبير من مُسرِّعات وحاضنات الأعمال. حيث توفر هذه المُسرِّعات والحاضنات للشركات الناشئة الدعم الذي تحتاجه لمنع الانهيار المُفاجئ. يُقدم كلاهما الخبرة والتوجيه والمساحات المكتبية المشتركة وإمكانية الاستفادة من الموارد الهيكلية. ورغم تشابهما من الناحية الوظيفية، إلا أن هناك فرق واضح بينهما.

توفر المُسرِّعات فرصًا للتمويل مقابل أسهم. كما أنها تراعي الوقت؛ حيث يُكمل الأعضاء البرنامج المُسرِّع بعد عدد أشهر مُحدد. كما أنها تقدم مجموعة كبيرة من الدعم الإداري لإنشاء الأعمال وتوفير فرص تواصل ومساحات عمل مشتركة بأسعار معقولة.

على سبيل المثال، توفر حاضنة (إن5 دبي) (In5 Dubai) لأعضائها تسهيلات البنية التحتية والتمويل والتوجيه. كما تربط مبادرة برنامج مُسرِّعات دبي المستقبل، وهي مبادرة أخرى أُطلقت مؤخرًا، الشركات الناشئة بالمؤسسات الحكومية. وفي أبو ظبي، أُنشئت حاضنة هب 71 (Hub 71)، وهي حاضنة تكنولوجية بقيمة مليار درهم (272 مليون دولار) في سوق أبوظبي العالمي (منطقة حرة) لتسريع التطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعي في المنطقة.

وبالتعاون مع شركاء مثل شركة مايكروسفت وشركة سوفت بانك، توفر الخطة التي تمولها الحكومة سهولة الاستثمار وتيسير الحصول على رأس المال، وذلك وفقًا لما أورده السيد محمود علي، رئيس البرنامج. وبشكل عام، تعد برامج الحاضنات والمُسرِّعات طريقة رائعة لتزويد رواد الأعمال والشركات الناشئة والشركات الصغيرة بالخبرة والدعم والأدوات اللازمة للسبق، وفي دولة الإمارات العربية المتحدة، يمكنك الاطمئنان إلى عدم وجود عجز من حيث النوعية أو الكمية.

 

2. تيسير الإجراءات المتعلقة بملكية الأجانب والتأشيرات

كانت لوائح الملكية، فيما سبق، إحدى المعضلات الرئيسية التي يواجهها المستثمرون الأجانب الذين يسعون إلى إقامة أعمال تجارية في دولة الإمارات العربية المتحدة. ورغم توفير العديد من المناطق الحرة في جميع أنحاء البلاد إمكانية ملكية بنسبة 100٪، فإن هذا الخيار ليس الأمثل دائمًا لأنه ينطوي على بعض المشكلات أيضًا؛ حيث يُعد تحديد المنطقة الجغرافية بمثابة العائق الرئيسي الذي يواجه شركات المنطقة الحرة؛ لأنها حينئذٍ تقتصر على ممارسة الأعمال التجارية داخل المنطقة الحرة التي توجد فيها الشركة أو خارج دولة الإمارات العربية المتحدة.

يُيسر قانون الاستثمار الأجنبي المباشر 2018 الجديد متطلبات الملكية الأجنبية، وذلك بهدف فتح السوق الإماراتي أمام المستثمرين الأجانب. تشمل قائمة القطاعات والأنشطة المؤهَّلة للحصول على ملكية أجنبية بنسبة 100٪ 122 نشاطًا اقتصاديًا في 13 قطاعًا. يمكن للشركات التي تستوفي هذه المتطلبات تقديم طلب إلى دائرة دبي الاقتصادية، والتي بدورها تقرر النسبة المئوية للملكية الأجنبية التي قد "تصل إلى" تمليك الأجانب بنسبة 100٪.

تساهم تعديلات متطلبات التأشيرة كذلك في تشجيع روَّاد الأعمال الأجانب. ومن أمثلة ذلك؛ السماح بتأشيرة جديدة مدتها خمس سنوات للطلاب ورجال الأعمال المتميزين.

 

3. الاستثمار في التكنولوجيا

تماشيًا مع التزام دولة الإمارات العربية المتحدة بتنويع موارد الاقتصاد بعيدًا عن النفط، فقد أطلقت سلسلة من المبادرات الناجحة التي دعمت تحولها الناجح نحو اقتصاد قائم على المعرفة. تحدد رؤية الإمارات 2021 والإستراتيجية الوطنية للابتكار وإستراتيجية دبي المتكاملة للطاقة 2030 ومبادرة دبي 10x - تحدد جميعها أهدافًا طموحة ومتنوعة تستهدف الارتقاء بمستوى الابتكار في الإمارات إلى آفاق جديدة، وتشجيع ريادة الأعمال. وقد أصبحت الإمارات أحد مراكز الأعمال الرائدة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا؛ محتفظةً بموقع الصدارة في النصف الأول من عام 2019، حيث استحوذت على 26٪ من جميع الصفقات و66٪ من إجمالي التمويل في المنطقة.

ونظرًا لسهولة إنشاء المشاريع وتوفير أجواء عمل منخفضة التكلفة، فليس من المستغرَب أن تجتذب الإمارات العربية المتحدة أحد أعلى مبالغ التمويل المخصصة لمشاريع التكنولوجيا في العالم. لا يقتصر الأمر على اجتذاب 29٪ من جميع الصفقات و66٪ من إجمالي التمويل في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وفقًا لإحصاءات النصف الأول من عام 2019 فحسب، ولكنها أصبحت أيضًا موطنًا لمجموعة من أكثر الشركات الناشئة تميُّزًا في مجال التكنولوجيا في المنطقة. ومن الأمثلة على ذلك: شركة كريم (Careem)؛ وهو تطبيق لنقل الركاب حسب الطلب استحوذت عليه شركة أوبر مقابل 3.1 مليار دولار، وشركة نون (Noon)؛ وهي شركة ناشئة تعمل في مجال التجارة الإلكترونية تمكنت أيضًا من جمع مليار دولار حتى قبل بدء أعمالها!

منذ ذلك الحين، أقدم المستثمرون على ضخ الأموال، إن جاز التعبير، في الشركات التكنولوجية الناشئة في المنطقة. وفي أكتوبر 2019، أعلنت شركة مبادلة (Mubadala)، وهي مستثمر حكومي في إمارة أبوظبي، عن إطلاق صندوقين تكنولوجيين جديدين من المقرر أن يستثمرا 250 مليون دولار في شركات ناشئة في منطقة الشرق الأوسط. كما أدت الاستثمارات التي يدعمها الصندوق دورًا رئيسيًا لتطوير الشركات الإقليمية الناشئة؛ مثل شركة بيزات (Bayzat) التي تساعد الشركات على التشغيل الآلي لإدارة الموارد البشرية.

ومن أمثلة محاولات جمع الأموال الناجحة موقع بروبرتي فايندر (Property Finder) العقاري، بالإضافة إلى شركة فتشر (Fetchr) للوجستيات التي تنقل المستلزمات إلى موقع الهاتف الذكي الخاص بالعميل وفق نظام تحديد المواقع (GPS)؛ والتي جمعت 120 مليون دولار ثم 52 مليون دولار. إنه عصر ازدهار التكنولوجيا في المنطقة حيث يستطيع المستثمرون أن يتوقعوا - أي الشركات الناشئة التالية في المنطقة ستبلغ قيمتها أكثر من مليار دولار؟

 

4. اقتصاد متنامي

بالنظر إلى السهولة النسبية لتأمين رأس المال في جميع أنحاء المنطقة، فلا عجب أن تمتلك دولة الإمارات العربية المتحدة اقتصادًا قويًا يتيح لها الاستمرار في دعم استثمارات ضخمة في ميدان الابتكار.

تبدو التوقعات الخاصة بعام 2020 أكثر تشجيعًا. حيث تشير أحدث التوقعات من منظمات مثل صندوق النقد الدولي ومعهد التمويل الدولي إلى زخم في النمو الاقتصادي في العام المقبل. يعزز ذلك توقعات نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 3٪ في العام المقبل، وهو ارتفاع رائع مقارنة بمعدل النمو المتواضع نسبيًا الذي بلغ 1٪ والذي شهده عام 2019. وهذه شهادة تدل على أن مبادرات مثل رؤية 2021، إلى جانب كونها مثالية، فإنها تحظى كذلك بدعم اقتصادي سريع وفعَّال. وقد أدى تنوُّع الموارد في دولة الإمارات حاليًا إلى إسهام الشركات الصغيرة والمتوسطة بأكثر من 30٪ من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد؛ وهو ما يعادل إسهام قطاعي النفط والغاز.

لا يرجع ذلك الزخم إلى التحفيز المالي فحسب، بل يُعزَى كذلك إلى سياسات متنوعة تُسهِّل انطلاق مشروعات ريادة الأعمال، بالإضافة إلى معرض إكسبو 2020 (Expo 2020)، الذي يُتوقَّع أن يزيد الطلب على ريادة الأعمال من خلال اجتذاب ما يصل إلى 25 مليون زائر.

 

تعليق ختامي / أفكار ختامية

لماذا تعتبر الإمارات موطنًا مثاليًا للشركات الناشئة والشركات الصغيرة والمتوسطة؟

توفر الإمارات العربية المتحدة مجموعة كبيرة من الفرص لتأمين الاستثمار، وبيئة أعمال تمتاز بانخفاض الضرائب للغاية، و"سهولة ممارسة الأعمال" بشكل عام، وذلك وفقًا لأحدث استطلاع أجراه البنك الدولي، والذي وضع الإمارات في المرتبة 21 من أصل 190 دولة.

هدفها النهائي؟

الاستمرار في تصدُّر الريادة عالميًا فيما يتعلق بتوفير السياسات والبنية الأساسية التي تعزز البحث والتطوير والابتكار، وجعل الإمارات مركز ريادة الأعمال الأول على مستوى العالم.

 

نتقدم بخالص الشكر للسادة:

أحمد النجار | النجار أند بارتنرز

يوسف حسين السهلاوي | السهلاوي وشركاه محامون ومستشارون

هبة علاء الدين معني | الخزنة الدولية للمحاماة والاستشارات القانونية

وذلك لمساعدتهم في كتابة المقال.

إعداد
هل هذا المحتوى مفيد؟
خدمات برسوم ثابتة
4 4 خدمات متاحة •  عرض الجميع
البحث بكلمة
هل أنت محامٍ؟
ساعد العملاء على الوصول إليك. انضم إلينا واحصل على عملاء جدد كل يوم.
تسجيل
هل تبحث عن شيء آخر؟
اطلب استشارة من محامٍ
الخدمة مجانية وهويتك مخفاة
لا حاجة للتسجيل
اسأل محاميًا