السب والقذف عبر وسائل التواصل الاجتماعي

التعريف بالسب والقذف عبر وسائل التواصل الاجتماعي

السب: وهو الشتم سواء باستخدام لفظ صريح أو باستعمال تعاريف متعارف عليها على أنها غير سليمة بإحدى طرق العلانية بما يخدش شرفه أو اعتباره أو الصاق تعبير معيب يحط من قدر الشخص أو يحد من سمعته ولا يوجد له الفاظ معينة حيث العبرة تكون في الأذى النفسي الذي يلحق المجني عليه لدى الغير باستخدام جهاز حاسوب أو هاتف نقال.

القذف: وهو إسناد واقعة إلى الغير بإحدى طرق العلانية تجعله محلًّا للازدراء والعقاب وينشر عبر شبكة الإنترنت (جهاز حاسوب أو هاتف نقال) متضمناً ألفاظاً تنتهك الشرف والكرامة.

صور السلوك الإجرامي في جريمة السب والقذف

الركن المادي: ويتمثل الركن المادي في جريمة السب والقذف عبر وسائل التواصل الاجتماعي في أمرين أساسيين هما:

(أ) الإسناد: ويعني أن يتم نسب الواقعة إلى شخص المجني عليه ويكون محدداً بدقة وإن يتم ذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي بالقول أو النشر أو التدوين، ويكون ذلك بألفاظ وعبارات واضحة من السهل فهم المقصود منها ولا يفرق إذا كان الشخص طبيعياً أو معنوياً.

(ب) العلانية: وتعني كل فعل يصدر من شخص ما، يستطيع العامة رؤيتها إذا كانت مرئية أو يستطيعون قراءتها إذا كانت مكتوبة، أو يستطيعون سماعها إذا كانت بالنطق، وتكون العلانية بأي وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي.

الركن المعنوي: ويتمثل الركن المعنوي في جريمة السب والقذف عبر وسائل التواصل الاجتماعي في القصد الجنائي العام (العلم والإرادة)، ولا يشترط القانون توافر القصد الجنائي الخاص.

(أ) العلم: يعني علم المتهم بمدلولات الألفاظ التي صدرت عنه وإدراكه لما تحتوي هذه المدلولات من مساس لشرف الضحية واعتبارها.

(ب) الإرادة: يعني أن تتوافر لدى الجاني إرادة تتجه إلى نشر العبارات الخادشة للشرف والاعتبار عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

العقوبة المقررة لجريمتي السب والقذف عبر وسائل التواصل الاجتماعي

إن الأفعال الإجرامية الإلكترونية المتمثلة بالسب والقذف هي من أكثر الأفعال الإجرامية الإلكترونية انتشاراً في العالم الافتراضي الذي تخلقه البيئة الإلكترونية حيث يستخدم الأفراد الذين يميلون إلى ارتكاب الأفعال الإجرامية إلى استخدام شبكة الاتصال الدولية والهواتف النقالة لارتكابهم هذه الأفعال الإجرامية ومنها السب والقذف.

المشرع الإماراتي قد لجأ إلى استعمال جمل مرنة بخصوص الأدوات مما سمح بأن تدخل أدوات تقنية المعلومات ومنها شبكة الاتصال الدولية في نطاق أحكام هذه المواد القانونية، ولقد ورد في نص المادة 20 من المرسوم بقانون اتحادي رقم 5 لعام 2012 بخصوص جرائم تقنية المعلومات:

"مع عدم الإخلال بأحكام جريمة السب والقذف المقررة في الشريعة الإسلامية، يعاقب بالحبس والغرامة التي لا تقل عن مائتين وخمسين ألف درهم ولا تتجاوز خمسمائة ألف درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من سب الغير أو أسند إليه واقعة من شأنها أن تجعله محلاً للعقاب أو الازدراء من قبل الآخرين، وذلك باستخدام شبكة معلوماتية، أو وسيلة تقنية معلومات. فإذا وقع السب أو القذف في حق موظف عام أو مكلف بخدمة عامة بمناسبة أو بسبب تأدية عمله عد ذلك ظرفاً مشدداً للجريمة."

 توصية

يجب التفرقة في مصطلح السب والقذف عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والوعي بخطورة ما تسببه هذه الجرائم من أثر سلبي على الطبيعة البشرية للإنسان.

بقلم

هند حميد عبدالله النعيمي | هند حميد النعيمي للمحاماة والاستشارات القانونية